JUNE 22, 2016
قد يشعر المواطنون في الشرق الأوسط بنوع من الضياع حول ما يدور على ارض المعارك وما يدور في الردهات السياسية وتفاقم العنف وامتداده لأوروبا والولايات المتحدة.
والضياع يشمل عدم وجود تأكيد او نفي لوجود عسكري ميداني مقاتل للولايات المتحدة في سوريا كما هو في العراق؟ وكذلك عن وجود او عدم وجود قواعد مقاتلة للأسلحة الفرنسية المختلفة – سلاح الجو وسلاح الصواريخ والمدفعية وسلاح الدبابات وكذلك هنالك عدم وضوح لطبيعة الوجود العسكري البريطاني على ارض سوريا .
فما هي الحقيقة؟ وما هو المتوقع ؟
الصورة العامة لم تختلف رغم كل المفاوضات والمباحثات والاخذ والرد.
ففي لحظات من قول الحقيقة قبل ان يمكن أوباما من إعادة بلعها قبل انتشارها تبرز الحقيقة .
وهي ضلوع الولايات المتحدة حتى اخمص قدميها وابتداء من رأسها في مخطط يستهدف انهاء آخر معقل عربي يدعو لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ويعمل لتحرير الأرض ويرفض الاعتراف بإسرائيل.
وهذا الموقع هو سوريا والعراق ، فقد ظن الأميركيون ان تصفية الجيش العراقي مع تصفية نظام حزب البعث في العراق سوف يأتي بنظام جديد وجيش سيحتاج الامريكيون الى عقود لبنائه وترقيته بسياسات غير مواجهة لإسرائيل وتعترف بها وتنكفئ لمعالجة المصائب التي زرعها الامريكيون في العراق .
لكن حساباتهم جاءت مخالفة للواقع فالقوى الشيعية التي تسلمت السلطة في البلاد تقف موقفاً صلباً من إسرائيل وتؤيد تأييدا قوميا شعب فلسطين وتدعم نضاله.
ولذلك تفنن الأميركيون في تجويع العراق ونهب ثروته النفطية هم وحلفاؤهم الأوروبيين وتركيا وتعاونوا مع البرزاني لسرقة هذه الثروة وتحول العراق الغني والذي يملك تحت ارضه اكبر مخزون نفطي في العالم تحول الى متسول على أبواب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ويهود أمريكا.
لكن المخطط الذي رسمته دائرة المخطط الاستراتيجي في البنتاغون بالاشتراك مع إسرائيل وبمساهمة أساسية من الأمريكيين اليهود الذين يحملون الجنسيتين الامريكية والإسرائيلية في دائرة التخطيط في البنتاغون (ريتشارد بيرل) ومجموعته.
ونستطيع ان نضيف ا المخطط بأنه مخطط يغطي المنطقة العربية بهدف تدمير العامل القومي الذي يشكل رابطا بين كافة الشعوب العربية ويشدها لدعم شعب فلسطين ورفض إسرائيل.
ويركز المخطط على استخدام التنظيمات التي أسسها سابقا الاستعمار البريطاني في العشرينات والثلاثينات لنفس الهدف (منع الرابط القومي من توحيد العالم الغربي) لتفتيت ما قرره سايكس وبيكو من دول يوزع عليها العرب تحت أنظمة مرتبط بالاستعمار الجديد والقديم (كالاستعمار البريطاني).
وتجمع المخطط للأداة التي ستقوم بمهمة القاعدة.
أسسها ومولها الأميركيون والعائلة السعودية وكلفوا أسامة بن لادن بقياداتها لمحاربة الروس الكفار في أفغانستان.
وكذلك الاخوان المسلمين الذين اسستهم بريطانيا والتي ارتبطت على مدى العقود بتنفيذ مخططات الاستعمار البريطاني ضد الامة العربية ووحدتها.
والوهابيون الذين اسسهم الاستعمار البريطاني في العشرينات للقضاء على الثورة العربية الكبرى التي رفعت شعار الاستقلال (من الاستعمار التركي) والوحدة العربية.
هذه الأداة كلفت بإشعال الصراع الطائفي وتفتيت البلدان العربية الى امارات طائفية وعرقية تجعل منها ابعد ما تكون عن الدفاع عن نفسها فكيف بموقفها من القومية العربية والوحدة العربية وقضية فلسطين.
وتركت الاحتمالات مفتوحه:
قد يتم تقسيم مصر الى ثلاث دول او أربع امارات، وقد يتم تقسيم العراق الى ثلاث امارات او اربع.
واطلقت أنظمة حليفة لواشنطن على هذا وطلب منها الانضمام، كانت تركيا اول المنضمين ، وفي ذهن اردوغان هدفان : الأول هيمنة تركيا على النظام الإسلامي الذي قد ينشأ على طريقة الدولة العثمانية .
وثانياً كسب المغانم والمرابح من النفط العراقي والسوري المهرب لتركيا والتلاعب على اكراد العراق لضرب اكراد تركيا وسوريا وضم شريط حدود شمال سوريا، طالما كانت عين الاتراك عليه ويشمل الهيمنة على حلب.
اما النظام السعودي فكان بذهنه ان يهيمن آل سعود الوهابيين على المنطقة بدلاً من تركيا وهذا كان حلم وهدف الوهابيين الذي سمه الاستعمار البريطاني الذي تصدى لإبراهيم باشا ( ابن محمد علي باشا الكبير) تمكن من هزيمة ال سعود والوهابيين وعندما تابع إبراهيم باشا انتصاراته وحرر بلاد الشام واقترب من تركيا راحت أوروبا تحاربه رغم انها كانت تخطط لضرب الدولة العثمانية .
فانتصار إبراهيم باشا كان يعني هزيمة للأتراك والوهابيين الذين اسسهم ورسم دورهم المستعمرون البريطانيون.
تصدوا لإبراهيم باشا خشية من مشروع الاستقلال والوحدة العربية ولأن اداتهم لضرب هذه الوحدة واستغلال العرب كان ” الوهابيون”.
ورث الاستعمار الجديد ممثلاً بالولايات المتحدة التركة الاستعمارية القديمة فدعم وتحالف مع النظام السعودي الوهابي وتحالف مع الأنظمة التي صنعها البريطانيون لنكون أدوات استعمارهم ونهبهم لثروات المنطقة.
لكن ثورة جمال عبد الناصر والمد القومي العربي افزع الاستعمارين القدامى والجدد.
فتم وضع المخطط لإعادة الحكم الطائفي ولتفتيت الامة العربية لطوائف ولضرب حركة التحرر العربي ولجعل منطقة الشرق الأوسط (بلاد العرب) خاضعة لهيمنة القوة الإقليمية التي أسسها الاستعمار القديم ودعمها الاستعمار الجديد ” إسرائيل”.
ونعود لنقول ان المخطط يستهدف القضاء على قضية العرب الأولى فلسطين من خلال تفتيت البلدان العربية وتقسيمها طائفياً وزرع الصراع الدموي على ارضها للتراجع عشرات السنين للخلف ولتحتاج عشرات السنين لإعادة بناء ما دمرته حروب الاستعمار على ايدي عملائه.
أوباما عبر عن نية الولايات المتحدة تحويل الحرب على الأرض السورية الى حرب استنزاف طويلة المدى.
ومارست الخداع وما زالت فيما يتصل بمحاربة الإرهاب.
فهي في الحقيقة:
تساعد داعش تدريباً وتسليحاً وبالرجال المقاتلين على ارض سوريا.
ونكشف هنا ان المعلومات المؤكدة تشير الى وجود رجال مقاتلين ينتمون لأكثر من دولة أوروبية ونحدد هنا ان المعلومات المؤكدة من مصدر دبلوماسي غربي رفيع يقيم في انقره ان “
1- مئات من الضباط والجنود البريطانيين يعملون في الميدان ضد الجيش العربي السوري يساندون جيش سوريا الحر وجيش الإسلام والنصرة.
وان اسلحة بريطانية (خاصة المدفعية الثقيلة) قد أرسلت الى شمال سوريا.
2- ان الفرنسيين اقاموا أكثر من قاعدة عسكرية في الشمال بتنسيق مع تركيا ومنها قاعدة جوية.
وان عدد العسكريين الفرنسيين الضالعين في المعارك دون تنسيق مع دمشق يبلغ أربعة الاف بين ضابط وجندي واداري واتصالات واسعاف.
3 – ان حكومة المانيا اتفقت مع تركيا على إبقاء دخول قوات المانيا الى شمال سوريا سراً.
لكن ميركل اتخذت قراراً بإرسال قوات خاصة وضباط استشاره واسلحة لمناطق في شمال سوريا.
تظن ميركل انها قد تساعد في إيواء اللاجئين.
لكن الحقيقة التي ابلغها ضباط القوة للمستشارة الألمانية هي ان اشتراكهم في القتال امر مقرر لطبيعة الأوضاع في تلك المناطق.
4 – وتحت لواء الناتو يشارك إسرائيليون وعسكريون من هولندا ودول اسكندنافية وإيطاليا في المعارك.
خلاصة هذه المعلومات هي ان الولايات المتحدة تخوض حرباً دولية ضد سوريا وجيشها العربي تحت شعار محاربة داعش.
وكانت الولايات المتحدة (أوباما وكيري) قد وعدت النظام السعودي بالتوصل الى حل سياسي يرضيهم.
ولذا فان الولايات المتحدة تعود لتقول على السطح ان مستقبل سوريا السياسي يخلو من دور بشار الأسد.
وتسعى لإقامة نظام طائفي تتقاسم فيه الطوائف الحصص.
الولايات المتحدة هي العدو الأول والمحرك الأول للقصف الدموي والضاغط على الجميع لتزوير الإرهابيين بالسلاح والذخائر وأكبر حليف لها في هذا الميدان هي تركيا.
التي تشكل جسر الامداد للإرهابيين.
ودون ان نغوص في تفاصيل أخرى فإننا نرى وما نراه موثق بأقوال المسؤولين الإسرائيليين، ان إسرائيل لعبت منذ البداية وما زالت تلعب دوراً متصاعداً في دعم الإرهابيين والاشتراك معهم في هذه الحرب.
ونسقت إسرائيل هذه النشاطات مع تركيا والولايات المتحدة ودول عربية مجاوره.
والخطر الراهن يتركز في محور الجنوب (قنيطرة – درعا – السويداء) الجولان ومحور الشمال.
حلب – ادلب.
وكذلك في القلمون – محور لبنان.
وتتبع هذه الأطراف تكتيكات عسكرية هدفها إنهاك القوات العربية السورية.
وهذا يبرز أهمية العمل على تنظيف الجبهات، جبهة وراء جبهة تنظيفاً كاملاً.
ومن المهم الإشارة هنا الى ضرورة تصفية مخزن ادلب ، فإدلب هي مخزن سلاح وذخيرة وارهابيين ومرتزقة يمد الجبهات بالمساعدة.
ولا بد من جعل طرق تركيا الى شمال سوريا طرق حارقة مدمرة لا يجرؤ أحد على استخدامها لتهريب النفط او لتهريب المرتزقة.
واتباع سياسة وتكتيك الكمائن لتصفية كل من يسلك عبر حدود درعا وحدود الجولان وحدود القلمون.
الحرب ستستمر ولا مجال للتهاون ونعني بذلك:
لا مجال لهدنة يستخدمها الأميركيون لنصرة النصرة وداعش والإرهابيين.
ولابد من اعتبار أي وجود عسكري أوروبي دون موافقة الحكومة السورية هدفاً مشروعاً للجيش العربي السوري.
وليأخذ الجميع بعين الاعتبار ان معظم زعماء دكاكين الإرهاب على الأرض السورية أصبحوا مرتبطين ملحياً باستمرار المعارك فهذا يدر عليهم أرباحا طائلة ثمناً للمرتزقة وثمناً للذخائر وثمناً للوقود وزراعة الممنوعات وتصدير المخدرات.
وهنالك أنظمة كنظام ال سعود ونظام قطر وعدد اخر من الأنظمة جاهزة ومستمرة في ضخ الأموال لتدمير سوريا وتمكين إسرائيل من ابتلاع الجولان وكامل فلسطين.
ان من يقاتل ويكافح ضد مخطط أمريكا الإسرائيلي في سوريا هو الذي يكافح لتحرير فلسطين وهو الذي يكافح لاستقلال الامة العربية ووحدتها.
حينما كان المواطن العربي يستطيع ان يكافح ضد هذا المخطط الذي لا شك لدينا انه سيهزم رغم الثمن الكبير الذي سندفعه لهذا الانتصار على العدو.
سياسي فلسطيني
نتفق معك ولكن كيف كان تامرهم هل كان بحضور أمريكي أم بلخفاء يديرون الخونة
ردحذفلوﻻ وجود الخونة لم يحدث هذا التآمر
ردحذفوانت واحد من هؤلاء الخونة السفلة ايتها العاهره
ردحذف