ومع الأسف الشديد رغم مرور عشر سنوات على الثورة لا تزال الدولة العميقة لنظام "ابن علي" قوية في الجهاز الأمني الضخم والادعاء العام (النيابة) والإعلام والمال وأجزاء من الجهاز القضائي والمؤسسات التي يفترض أنها مدنية وهي تابعة للدولة العميقة مثل اتحاد الشغل
النشاط يدار باستخدام مجموعات الوتس، وكل مجموعة لها ترتيبها مع الجهات السعودية والإماراتية المعنية، ويشارك في إحدى مجموعات الوتس عدد من القيادات الأمنية الموالية لكامل اللطيف الذي والذي وعد بدعم غير محدود في ساعة الصفر وجعل كل القوات الأمنية تحت تصرفهم
كما وعدتكم هذا تقرير عن الحملة السعودية الإماراتية لتسليم السلطة في تونس لنظام على غرار نظام السيسي يقضي على الثورة ويقمع الإسلاميين بلا هوادة، ومعهم كل من يؤمن بالحرية والعدالة والانتخابات النزيهة، لأنهم يتوقعون -وصدقوا- أن أي حرية وعدالة وانتخابات نزيهة ستأتي بإسلاميين
وقد بدأ الجهاز الإعلامي التابع لهم التهيئة لهذه الحملة بالحديث عن حتمية الفوضى وحمام دم بسبب سياسات النهضة وفشل البرلمان وعجز الرئيس. وكدليل على ثقتهم بأنفسهم لا يتورعون عن استخدام تعبيرات أشبه بالتهديد من التحذير وكأنهم يقولون إما يلغى البرلمان أو نقلبها دم كما قلبها السيسي
المرحلة الرابعة إدخال البلد في فوضى تنفذ على مستويين، الأول أقل حرجا وقد نفذ فعلا وهو سلسلة حرائق في مصالح خدماتية حساسة، والثاني على وشك البداية وهو سلسلة تفجيرات واغتيالات سياسية ينفذها مرتزقة الإمارات ويتعاون الجهاز الأمني والنيابي في التكتم على الفاعلين أو إلصاقها بالنهضة
مراحل الخطة
١) شيطنة جماعة النهضة
٢) إقناع الشعب بفشل البرلمان
٣) تجنيد الرئيس وإن رفض اتهامه بالعجز والسفه
٤) إدخال البلد في فوضى أمنية
٥) تحرك شارع مصطنع
٦) استجابة الجهاز الأمني لنداء الشارع بحل البرلمان وتعطيل الدستور
٧) تنصيب شخص موال لكامل اللطيف بنظام على غرار نظام السيسي
وكثير من هذه التصريحات والمقالات تعتبر بالقانون التونسي مجرّمة لأنها تحريض ودعوة غير مباشرة للعنف أو تبرير له، ومع ذلك لم تبادر النيابة بملاحقة أي حالة، لكن الأكثر أسفا أن الجهات المعنية في مكتب الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان لم تبادر في تسجيل دعاوى ضد هذه التصريحات، جبنا وعجزا!
المرحلة الخامسة وهي تحرك الشارع والتي أجلت بعد الكورونا، ويفترض أن تأتي بعد الفوضى الأمنية وما يصاحبها من حملة إعلامية تقنع الشعب بعجز النظام السياسي. ونظرا لعدم ثقتهم بمشاركة الشعب الذي يتوجس منهم فسوف يساهم اتحاد الشغل بما يستطيع لمليء شارع أو شارعين ثم يضخم الإعلام الحدث
المرحلة السادسة تتمثل في استجابة الجهاز الأمني الضخم والذي ينسق حاليا معهم بانتظام فينفذ انقلابا على غرار انقلاب السيسي وينصب أحد الموالين لكامل اللطيف ويعلن حل البرلمان وتعطيل الدستور وإعلان الطواريء و سلسلة اعتقالات وإجراءات طارئة بتأييد واعتراف سعودي إماراتي وربما أوربي ودولي
المشكلة التي تواجهها هذه المجموعة هي تخوفهم من أمرين، أولا أن يتحرك الشعب ضدهم في ساعة الصفر فتنقلب الخطة عليهم، وثانيا أن لا يقبل الجيش بالحياد ويتدخل لحماية البرلمان والنظام السياسي ويبطل العملية بكفاءة، وبعضهم مستعد للمجازفة والآخرون مترددون جدا
لكن من الناحية الأخرى يظهر التردد كذلك في مؤسسة الرئاسة ورئاسة الوزراء والبرلمان فقد وصلتهم تقارير كثيرة عن هذا التحرك ولم يصدر من أي من هذه الجهات أي إجراء، بل هناك تخوف حتى من الرد على الاتهامات الموجهة للحكومة والرئاسة والبرلمان بتصريحات مضادة
ملاحظة أخيرة:
التنازلات الجوهرية التي قدمتها جماعة النهضة والتي وصلت للتخلي عن ثوابت دينية مقطوع بها لم ترض هؤلاء المتربصين بل أعتبروها دليلا على ضعف النهضة وسهولة هزيمتها، فهل تتعلم النهضة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق