الخميس، 14 مايو 2020

& نيويورك تايمز: عائلة عبدالله الشريف تدفع ثمن فيديوهاته عن الجيش







الناشط والفنان المصري عبد الله الشريف مواقع التواصل قال تقرير لموقع نيويورك تايمز، الخميس، إن السلطات المصرية لجأت إلى سجن أهالي وأقارب معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي خارج مصر في محاولة لإسكات كافة الأصوات المعارضة له. وذكر التقرير أنه بعد أيام من نشر المدون المصري عبدالله الشريف مقطعا مروعا يظهر فيه ضابط جيش وهو يقطع إصبع إحدى الجثث ثم يشعل النار فيها، اقتحمت قوات الأمن منازل أقاربه في مدينة الإسكندرية الساحلية واعتقلوا شقيقيه بتهم الإرهاب. وأضاف التقرير أن مقطع الفيديو كان من أكثر المقاطع الصادمة التي تنشر للحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد مسلحين في سيناء بدون تغطية إعلامية. وذكر التقرير أن عبدالله الشريف علم بخبر صدور حكم عليه بالسجن المؤبد قبل أيام فقط بسبب تلك الفيديوهات. وقال التقرير إن الشريف يعيش خارج مصر في أمان وبعيدا عن أيدي قوات الأمن المصرية مما منحه الجرأة لينشر مقطع الفيديو، لكن شقيقيه الآن في سجن شديد الحراسة قرب القاهرة. ونقل التقرير عن منظمات حقوقية إن الحكومة المصرية، التي نجحت في إسكات كل المنتقدين داخليا تقريبا، تحاول الآن إسكات المنتقدين في الخارج بسجن أقاربهم وأهاليهم الموجودين داخل مصر، مشيرا إلى أنه منذ مطلع العام الماضي اعتقلت السلطات المصرية على الأقل أقارب 15 معارضا ممن يعيشون خارج مصر. وأضاف التقرير أن قوات الأمن كانت تحطم الأبواب وتصادر الأموال وجوازات السفر وتجبر الآباء على استنكار ما يقوم به أولادهم في بيانات مصورة، كما تم احتجاز آباء وأخوة وتم توجيه "تهم بالإرهاب" إلى الكثير منهم وتم سجنهم. ووصف عمرو مجدي من منظمة هيومن رايتس ووتش ما يحدث بأنه "عقاب جماعي". وقالت المنظمة، التي وثقت منذ عام 2016 حالات الاقتحام والقبض على عائلات 14 من المعارضين الذين يعيشون خارج مصر، إنه تم اعتقال أو محاكمة 20 من أقاربهم على الأقل. وقال عبد الله الشريف، الذي عادة ما تحقق مقاطع الفيديو الخاصة به على موقع يوتيوب أكثر من مليونين أو ثلاثة ملايين مشاهدة، إن مسؤولين مصريين أبلغوه بأنه سيتم إطلاق سراح أخوته إذا توقف عن نشر مقاطع الفيديو. وأوضح الشريف أنه يشعر بأنه في وضع سيئ، مضيفا: "فقدت شهيتي. أمي وأبي يتصلان بي طوال الوقت ويبكيان عبر الهاتف ويطلبان مني أن أتوقف. لا أعرف ماذا علي أن أفعل". وقال التقرير إن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر لم يرد على طلب الصحيفة للتعليق على تقريرها. وذكر التقرير أن حكام مصر سبق أن استخدموا مثل هذه الأساليب ضد عائلات من يشتبه في إتجارهم بالمخدرات أو بأنهم من "الجهاديين". ولكن مع تصعيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للقمع في السنوات الأخيرة، وسع تركيزه ليستهدف أيضا عائلات المعارضين من خارج مصر والصحفيين والشخصيات الثقافية. وأشار التقرير إلى إحدى الوقائع التي حدثت مؤخرا وتتعلق بالممثل محمد شومان، المقيم في تركيا، والذي وجه نداء مفعما بالعواطف عبر موقع فيسبوك مطالبا بإطلاق سراح شقيقه وابنه، الذين قال إنه تم سجنهما انتقاما لدوره في فيلم يسلط الضوء على وحشية الشرطة. ويقول التقرير إن الرئيس السيسي حبس المعارضين داخل مصر، وتمكن إلى حد كبير من إخضاع وسائل الإعلام. واستحوذت أجهزة المخابرات التابعة له على حصص في كبرى شبكات التلفزيون في البلاد، وحظرت أكثر من 500 موقع على شبكة الانترنت بل وقامت بمراقبة نصوص المسلسلات التلفزيونية التي يتابعها المصريون حاليا في شهر رمضان المبارك. ويضيف التقرير أن القبضة الحديدية التي يتحكم بها السيسي في وسائل الإعلام المصرية ربما ساعدت عن غير قصد في تعزيز دور وصورة وسائل الإعلام والمدونين المقيمين في الخارج. ويشير التقرير إلى أن جميع المحطات التلفزيونية المصرية الخاصة والمستقلة، نظريا، تقدم أخبارا وتعليقات متماثلة ومؤيدة للدولة. وتبدو على نشرات الأخبار مسحة مشابهة لتلك التي كانت موجودة في الحقبة السوفيتية، ويتم وصف المعارضين بأنهم عملاء للإخوان المسلمين. ويقول التقرير إنه عندما توفي الرئيس السابق محمد مرسي، والذي كان أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، في يونيو/ حزيران الماضي قدمت كل القنوات التلفزيونية المصرية خبر الوفاة بنفس النص المكون من 42 كلمة، والذي من الواضح أنه تمت كتابته من قبل أجهزة الأمن. ويضيف التقرير أن المشاهد المصري، ونتيجة للشعور بالملل من البرامج المتشابهة أو بحثا عن أخبار لم تتعرض للرقابة، أصبح يتحول بشكل أكبر إلى وسائل الإعلام الأجنبية كبديل. ويقول التقرير إنه بالإضافة إلى قنوات المعارضين مثل عبد الله الشريف على موقع يوتيوب، تشير أدلة مؤكدة إلى أن العديد من المصريين يتحولون بهدوء إلى مشاهدة قنوات تلفزيونية معارضة في تركيا مثل مكملين والشرق. ونقل التقرير عن المحاضر في سياسات الشرق الأوسط في كلية دارتموث عز الدين فيشر قوله إن "النظام يقدم هدية إلى معارضيه من الإسلاميين. إذا كانت كل القنوات التلفزيونية تقول نفس الشيء وجميع الصحف لديها نفس العنوان، فستكون في حاجة إلى شخص واحد على الأقل يطلق مزحة عن الرئيس أو عن النظام، وهذا ما يجدونه في هذه القنوات". ويقول التقرير إن القنوات خارج مصر مثلها مثل القنوات داخل مصر، تقدم في بعض الأحيان تغطية إخبارية شديدة الحزبية تتضمن معلومات كاذبة. ولكنها تقدم أيضا بضاعة ممنوعة داخل مصر وهي السخرية من الرئيس السيسي ومقاطع فيديو من سيناء، المغلقة أمام وسائل الإعلام، ومقتطفات عن حياة الرئيس السيسي وعائلته. وأثارت مقاطع فيديو للمقاول والممثل محمد علي احتجاجات في القاهرة في سبتمبر/ أيلول الماضي بعد تناولها القصور التي يبنيها السيسي لنفسه في جميع أنحاء مصر. كما أثار عبد الله الشريف الغضب بعد نشره مقطع فيديو مسرب تم تصويره داخل قصر تحت الإنشاء في منطقة العلمين، شمال مصر. وبعد عدة أسابيع من نشره المقطع، أجبرت أجهزة الأمن والد عبد الله الشريف على إدانته علنا على شاشة التلفزيون. وقال والد الشريف وهو يحاول كبح دموعه في لقاء بث على قنوات مؤيدة للدولة: "نحن مستاؤون أيضا مما ينشره، نحن مجرد أناس عاديون". وذكر التقرير أن " الحكومة المصرية تقول إن الفيديوهات اللامعة لعبدالله الشريف لا تعدو كونها دعاية محرضة من عدوها جماعة الإخوان المسلمين وخصمها الأجنبي قطر. " ونقل التقرير عن الشريف قوله إنه "يمول عمله من خلال راتبه من وظيفة محرر بأحد القنوات العربية والتي امتنع عن ذكرها، ومن خلال العائدات التي يحصل عليها من يوتيوب على تلك الفيديوهات." واستعرض التقرير قصصا مماثلة لأقارب مذيعين في قنوات تلفزيونية معارضة لمثل هذه الإجراءات. وبث هيثم أبو خليل، وهو مذيع في قناة الشرق التلفزيونية التي تبث من إسطنبول، صورا مسربة لزوجة السيسي وأولاده في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، وبعدها بأيام، اعتقلت قوات أمنية شقيقه عمر أبو خليل، وهو طبيب نفسي، من عيادته ولا يزال معتقلا حتى الآن. وقال هيثم أبو خليل، الذي يقول إنه عضو سابق في جماعة الإخوان، إن "شقيقي لا يوافق على عملي.. اعتقال هو عقاب، ورسالة أن ما أفعله له ثمن." ويقول عبدالله الشريف إنه علم مؤخرا بصدور حكم عليه بالسجن المؤبد من محكمة مصرية بسبب الفيديوهات التي يبثها على يوتيوب. وقال الشريف من "المؤلم" أن يعلم أن شقيقيه في أكثر سجن مشدد الحراسة في مصر بسببه، إلا أنه شكك في إمكانية إطلاق سراحهما حتى لو توقف عن بث تلك الفيديوهات، قائلا "أعرف هذا الجيش". المصدر نيويورك تايمز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق