السبت، 16 مايو 2020


لا يزال الأطباء حائرين بشأن حالات الإصابة الغامضة التي يبدو أنها تؤثر على الأطفال بعد تعرضهم لعدوىفيروس كورونا المستجد، وحذَّروا الأربعاء 13 مايو/أيار 2020، الآباء والمستشفيات والعيادات من توقُّع رؤية مزيد من الحالات.

يبحث الأطباء حالات ما لا يقل عن 150 طفلاً، معظمهم في نيويورك. ولكن كشف استطلاع أجرته شبكة CNN الأمريكية وجود مستشفيات وعيادات في 17 ولاية أخرى على الأقل والعاصمة واشنطن، تتحقق من حالات مشتبه بها.

مرض غريب حيَّر الأطباء: قال الدكتور جيفري بيرنز، أخصائي الرعاية الحرجة بمستشفى بوسطن للأطفال إن الحالة، التي يُطلَق عليها متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة في الأطفال، يبدو أنها مرتبطة بما بعد الإصابة الفيروسية. ويُنسق دكتور بيرنز مع مجموعة عالمية من الأطباء لمقارنة ملاحظاتهم عن الحالات المشابهة.

الدكتور بيرنز أضاف: "متلازمة الالتهاب متعددة الأنظمة لا يتسبب بها الفيروس بشكل مباشر. أبرز النظريات الآن تشير إلى أنها ترجع إلى الاستجابة المناعية للمريض".

بينما أوضح الدكتور موش أرديتي، خبير أمراض الأطفال المعدية بمركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس: "تتضمن الأعراض حمّى مستمرة، والتهابات وقصوراً في وظائف أعضاء الجسم مثل الكليتين أو القلب. وقد تظهر على الأطفال أيضاً علامات التهاب بالأوعية الدموية، مثل احمرار العينين وتشقق الشفاه وتحوُّل اللسان إلى اللون الأحمر الساطع".

علاقة المرض بكورونا: لم تثبت تحاليل الأطفال المصابين بالمتلازمة إصابتهم بفيروس كورونا، ولكن التقارير المختلفة من أوروبا وعديد من المدن في الولايات المتحدة تجد رابطاً بينهما. إذ قال الدكتور أرديتي: "يبدو أنها نتيجة استجابة متأخرة لعدوى كوفيد في هؤلاء الأطفال".

بينما قال الدكتور بيرنز: "يمكننا أن نتوقع أن نرى ظهور تلك الحالات بشكل متزايد في البؤر الوبائية لعدوى كوفيد-19 خلال نحو أربعة إلى ستة أسابيع".

وأضاف: "من المنطقي أن تظهر الإصابات في مدينة نيويورك أولاً، لأنها أكبر مركز تفشٍّ لعدوى كوفيد-19، وبعدها نيوجيرسي، ثم بوسطن".

الدكتور بيرنز قال أيضاً، إن معظم الأطفال لم يتأثروا بأعراض المتلازمة بدرجة وخيمة أو حادة. وقال: "معظم الأطفال لم يحتاجوا إلى العلاج في وحدات العناية المركزة، على الرغم من وفاة بعضهم. لدينا علاجات مثبتة علمياً يمكننا استخدامها ونستخدمها حالياً بالفعل، تتضمن أدوية تحفيز سيولة الدم وأدوية تحفيز وتعديل وظائف المناعة".

نظريات أخرى: قال دكتور أرديتي: "هناك أوجه تشابه بين هذه المتلازمة الجديدة ومرض كاواساكي. ولكن هناك كثير من الخصائص التي تتوافق أيضاً مع متلازمة الصدمة السامة، مثل إصابة عديد من الأنظمة والأعضاء والأعراض المعوية مثل الإسهال".

أوضح بيرنز أن مزيداً من الدراسات ستكون في غاية الأهمية، لأنها قد تحمل تفسيرات حول أسباب انخفاض معدلات الإصابة بعدوى كوفيد-19 بين الأطفال مقارنة بالبالغين. وقال: "فهم الاستجابة المناعية للأطفال قد تحمل مفتاح تطوير اللقاح المنشود، وقد تكون كذلك مفتاحاً لتطوير علاج لعدوى كوفيد-19".

ماذا قالت دراسة إيطالية؟ ذكر موقع الإذاعة الألمانية Deutsche Welle، أن مجموعة باحثين إيطاليين ربطوا بين عدوى كوفيد-19 وحالة مشابهة لمرض كاواساكي، تصيب الأطفال الصغار بشكل رئيسي وتتسبب في ظهور طفح جلدي والتهابات بالأوعية الدموية.

نُشرت دراسة، يوم الأربعاء 13 مايو/أيار 2020، في المجلة الطبية الدولية Lancet، أجراها الباحثون الإيطاليون بمقاطعة بيرغامو شمال إيطاليا، التي شهدت معظم حالات الإصابة والوفيات بعدوى كوفيد-19 في إيطاليا.

قال الباحثون إنهم اكتشفوا زيادةً قدرها 30 ضعفاً في أعداد الإصابات بالحالة المشابهة لمرض كاواساكي في المرضى بمستشفيات بيرغامو خلال الفترة بين شهري فبراير/شباط وأبريل/نيسان.

تصيب هذه الحالة بشكل رئيسيٍّ، الأطفال أقل من خمس سنوات، وتتضمن أعراضاً مثل الحمّى العالية، والطفح الجلدي، والتورم والصدمة السامة. وهناك عديد من التقارير عن حالات مماثلة في أوروبا والولايات المتحدة، وذكرت تلك التقارير أنها كانت قاتلة في بعض الحالات.

كما شدد الباحثون الإيطاليون على أن هذه الحالة "تظل حالة نادرة لم تصب أكثر من طفل من بين كل 1000 طفل تعرضوا للإصابة بعدوى كوفيد-19". ووفقاً لمجلة Lancet الطبية، تعتبر الفرضية الأكثر قبولاً هي ظهور "استجابة مناعية شاذة" لأحد مسببات الأمراض (بكتيريا أو فيروس، …….).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق