هذه المقترحات المثيرة للجدل هي جزء من وثيقة تشاور كتبها أكاديمي سعودي مخضرم، وتم تعميمها بين المشرفين على المسجد النبوي في المدينة المنورة، حيث يتواجد رفات النبي تحت القبة الخضراء، والذي يزوره ملايين الحجاج سنويًّا كأقدس ثاني موقع في الإسلام.
وتمّ تسليط الضوء على هذه الخطة من قبل أكاديمي سعودي آخر ممّن ينتقدون تدمير الأماكن المقدسة في مكة المكرمة، حيث تدعو الخطة أيضًا إلى تدمير الغرف حول القبر النبوي الشريف، والتي تحظى بتقدير خاص من قبل عموم المسلمين.
وتدعو الوثيقة المؤلفة من 61 صفحة كذلك إلى نقل بقايا رفات محمد إلى مقبرة “الباقي” المجاورة، حيث سيتمّ دفنها بالسر. وليس هناك ما يشير إلى اتخاذ أي قرار بعد بتنفيذ هذه الخطة. كما إنّ الحكومة السعودية أصرت طويلًا في الماضي على أنها تتعامل مع إحداث أي تغييرات في أقدس المواقع الإسلامية على أنها تشكل “خطورة قصوى”.
وحذر الدكتور عرفان العلاوي من أن أي محاولة لتنفيذ مثل هذا العمل قد تثير الاضطرابات، وبأنها قد ترفع أيضًا من مخاطر تأجيج التوترات الطائفية بين فرعي الإسلام، وهي التوترات التي ازدادت حدتها بشكل خطير مؤخرًا بسبب الصراعات في سوريا والعراق.
ويحظر تفسير البلاد للإسلام عبادة أي كائن أو “قديس”، معتبرًا ممارسة هذا شركًا أو وثنية. وقال الدكتور علاوي، مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي للاندبندنت: “الناس تزور الغرف حيث عاشت الأسرة النبوية، وتتحول بعدها إلى حجرة الدفن للصلاة”.
وأضاف: “الآن يريدون منع الحجاج من زيارة وتعظيم قبر النبي لأنّهم يعتقدون بأن هذا شرك أو وثنية. والطريقة الوحيدة التي يمكن بها منع الناس من زيارة النبي هي إخراجه إلى مقبرة مجهولة”، وقد قام الحجاج المسلمون لقرون بالذهاب إلى المدينة المنورة القريبة من مكة لتقديم تعازيهم إلى قبر النبي. وقد تم توسيع المسجد النبوي حول القبر من قبل أجيال من الحكام العرب، ومن قبل الحكام العثمانيين أيضًا.
وقال الدكتور علاوي إنّ الخطة تدعو أيضًا لتدمير القبة الخضراء التي تغطي قبر النبي. وأضاف أن التيار الرئيس من المسلمين السُّنة سوف يكون مذعورًا مثل الشيعة أو أكثر حيال أي تدنيس يطال القبر.
وكشفت الانديبندنت في وقت سابق، نقلًا عن معهد الخليج ومقره واشنطن، كيف أدّت توسعة المسجد الحرام إلى تدمير ما يصل إلى 95 في المائة من المباني القديمة في مكة. حيث تم استبدال هذه المباني بالفنادق الفخمة والشقق السكنية ومراكز التسوق.
ويؤكد الدكتور علاوي على أن هذه الوثيقة، والتي وضعت من قبل الأكاديمي السعودي الدكتور علي بن عبد العزيز الشبال من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، قد تمّ تداولها في لجنة رئاسة الحرمين.
وقد تمّ للتو نشر عدة صفحات من الوثيقة في مجلة لجنة الرئاسة، وتدعو هذه الصفحات إلى تدمير الغرف المحيطة بالقبر، والتي كانت تستخدم من قبل زوجات النبي وبناته، والتي تحظى بتقدير خاص من قبل الشيعة، بسبب محبتهم الشديدة لابنة الرسول الصغرى، فاطمة.
وتدعو الوثيقة أيضًا إلى إزالة القبة الخضراء، والتي تغطي القبر وغرف المعيشة، وكذلك النقل النهائي لرفات النبي إلى مقبرة “الباقي” المجاورة، والتي قال الدكتور علوي إنّها تحتوي بالفعل على رفات عدد من أعضاء أسرة النبي، بما في ذلك والده الذي نقل إلى هناك في السبعينيات. وفي عام 1924، تمت إزالة كلّ العلامات من على القبور هناك، حتى لا يعرف الحجاج مَن دُفن فيها.
هذا، ولم تستطع الانديبندنت الاتصال بالسفارة السعودية، إلا أن هذه السفارة كانت قد قالت في بيان العام الماضي: “إن تطوير المسجد الحرام في مكة المكرمة هو موضوع هام للغاية، والمملكة العربية السعودية، بصفتها خادمة الحرمين الشريفين، تأخذه بمنتهى الجدية. هذا الدور هو في صميم المبادئ التي تأسست عليها المملكة العربية السعودية”.
الإنديبندنت
كذب x كذب
ردحذفهاكم رابط التكذيب واتق الله يابدأ الأمر :
http://www.alukah.net/web/alshibl/0/77246/